طبقاً لمركز IDC الإحصائي فإن أبل وسامسونج يتقاسمان المركز الأول كأثر الشركات بيعاً للهواتف الذكية في الربع السابق. لكن إحصائيات مركز Gartner كان لها رأي آخر حيث أشارت أن أبل تفوقت على سامسونج في الربع الأخير وباعت آي فون أكثر من كل أجهزة سامسونج الأندرويد. ربما يتحفظ البعض على أرقام المركزين وأنها إحصائيات ودراسات وليست أرقام دقيقة، لكن المؤكد والمتفق عليه هو أمر هام… مبيعات سامسونج من الأجهزة الذكية تنهار باستمرار فما السر وراء هذا الأمر؟
طوال عام 2014 كانت سامسونج تصدر تقارير مالية تحتوي على عبارة ثابته “تراجع الأرباح بنسبة كذا %“بشكل مستمر الأرباح تتراجع والعائدات كذلك، وفي المقابل ارتفعت مبيعات أبل وكذلك الثلاثي الصيني“لينوفو وهواوي وتشاومي“. ومعنى ارتفاع الثلاثي الأخير أن الأندرويد بخير وشعبيته لا تتراجع، إذاً فالخلل لم يكن في نظام أندرويد بل في أجهزة سامسونج نفسها، حيث أصبح هناك ملايين عندما يغيرون أجهزتهم يقتنون أي شركة أخرى وليس سامسونج… فما هو السر.
أكبر خطا يقع فيه أي بائع هو أن ينسى العميل الخاص به ويستهدف عميل آخر، فالعلم يقول أن جلب عميل جديد أصعب بكثير من الحفاظ على ولاء عميلك الحالي، لكن سامسونج كان لديها هدف واحد وهو “أريد أن أقنع مقتنوا أبل أنني الأفضل“ سعت لهذا الأمر بكل شكل، سواء تقليد أو حتى الدعايا التي كانت فقط سخرية من أبل وكفى. نسيت سامسونج نقطة هامة وهى أن عميل أبل يهتم بشيء مختلف عن مستخدم الأندرويد، ليس من السهل خداعة بالمزايا الوهمية والمبهرة والتي لن تعمل في الحقيقية، أنه يفضل أن يحصل على 10 مزايا تعمل بكفاءة عن أن يحصل على جهاز به 100 ميزة لا تعمل. لهذا كانت مبيعات أبل دائماً في زيادة منذ صدور الآي فون -عدا ربع واحد فقط-.8 سنوات ومبيعات الآي فون كل عام أكثر من السابق لكن سامسونج أصرت على وجهة نظرها أنها تستطيع أن تجلب عميل أبل. وفي النهاية ماذا حدث؟ لم يأتي عميل أبل ونسيت الحفاظ على عملاءها الحاليين فخسرتهم. مهلاً يا بن سامي مهلاً، ربما يكون كلامك صحيح في فشل سامسونج في جلب عميل أبل لكنه ليس مبرر أن تخسر عميلها، فكيف خسرت ولاء مقتنوا أجهزتها وتراجعت الأرباح؟
الهواتف الذكية هى نظام تشغيل، المزايا الأخرى مثل الكاميرا هى مهمة لكنها فرعية وتعود للجيل الأول من الهواتف، فعدد مرات استخدامك للتطبيقات والنظام أضعاف أضعاف استخدامك للكاميرا مثلاً. وفي العامين الأخيرين اهتمت جوجل بشكل مكثف بنظام أندرويد فحسنت من الثبات والاستقرار والأداء بداية من نظام كيت كات 4.4 ثم أصدرت نظام المصاصة لولي بوب 5.0 والذي كان تغير ثوري في الأندرويد… لكن فوجئ عملاء سامسونج تحديداً أنها أبطئ شركة في التحديثات، فتخيل أن شخص يذهب لشراء هاتف سامسونج ويدفع فيه300-400 دولار ثم يجد أن النظام به يعود لعامين مضوا والمفاجئة أن سامسونج لن ترقي الجهاز، ويجد شركات صينية وحتى أخرى مثل سوني تبيع هواتف أقل سعراً وتضم أحدث نظام تشغيل. هل سيفكر هذا الشخص في اقتناء سامسونج مرة أخرى؟ وحتى من يشتري أغلى هواتف سامسونج مثل S ونوت يفاجئ أنهيحصل على التحديث بعد 4-6 أشهر من صدوره وفي الغالب يتوقف الدعم بعد سنة. الخلاصة أن سامسونجتقول للمشتري“تعال اشتري هذا أفضل هاتف“ وبعد أن يشتري تقول له “إذا أردت النظام الأحدث فعليك أن تشتري جهازي الجديد“